مفهوم الإتكيت
تفسر كلمة إتكيت في مفهومها العام لدى الناس بعدة معان تتكاد تتقارب مع بعضها البعض ومنها: الذوق العام- قواعد السلوك وآدابه- قواعد التشريفات وآداب الرسميات- الأصول واللياقة- فن المجاملة- الخصال الحميدة- فن التصرف في المواقف المحرجة...
أهمية الإتيكيت
الإتكيت سمة تنتشر كأحد وسائل الضبط الإجتماعي بحيث تنظم العلاقات الخارجية للأفراد مع الجماعات وبالتالي تنظم حريته الإجتماعية الخارجية ويرتبط هذا المفهوم ارتباطا وثيقا بالمجتمع الذي يسود فيه تنظيم تسلسلي.
ويعتبر ميزان الرقي في الأمم، غير أنه من العسير الإجماع على سلوك إجتماعي خاص يتخذ ميزانا لذلك الرقي، ففي وسع كل جماعة أن تدعي أن سلوكها الإجتماعي هو النموذج الأعلى والمثل الكامل -ولعل هذا يفسر اختلاف قواعد السلوك الإجتماعي بإختلاف الجماعات والأمم وإختلاف العصور- إلا أن هناك فضائل عامة مشتركة تتخذ مقياسا لتقدمها ورقيها، كالصدق والأمانة والوفاء والتسامح والإيثار والتعاون...
إن تحسين سلوك الإنسان والرقي به نحو السلوك الحسن هو أحد أهم معاني وأهداف الإتيكيت.
من المعاني البارزة للإتيكيت:قواعد التشريفات وآداب الرسميات
ويطلق عليها كلمة البروتوكول Protocol التي هي في الأساس نظام وتقاليد لتغطية المقابلات الرسمية أو نظام التعامل مع الوفود الرسمية من قبل ممثلي الحكومات..
أما أهم معاني الإتيكيت فهو
فن التصرف في المواقف المحرجة
كثير من المواقف الصعبة والحرجة الطارئة يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية مع الناس الذين يتعامل معهم، وبعد ذلك يعاني من الضيق والحزن لأنه لم يحسن التصرف أو لأنه تصرف تصرفا خاطئا.. ومثل هذه المواقف على الرغم من بساطتها إلا أنها تؤدي لإصابة صاحبها بالتوتر والقلق، ومهمة الإتكيت هي التخفيف من حدة تأثير هذه المواقف الحرجة على الإنسان فيقدم له أفضل الطرق لمواجهتها.
رأي علماء النفس
وقد وجد علماء النفس أن أسلوب التصرف في حد ذاته هو مفتاح لشخصية الإنسان.
وقد ثبت من الدراسة التي قامت بها عالمة النفس الامريكية (ألين كان) أن طريقة الشخص في التعبير عن انفعالاته تعكس جوانب شخصيته فعلى سبيل المثال:
* الشخص الذي يغضب ويقيم الدنيا ويقعدها لأبسط الأسباب ، هو شخص عاطفي وهو لا يتردد في لإفصاح عما يدور بداخله للآخرين.
* الشخص الذي تظهر انفعالاته بصورة واضحة إزاء مشكلة ما ، شخص رقيق المشاعر يتعاطف مع الآخرين ويشاركهم مشكلاتهم بعمق.
* الشخص الذي يلجأ إلى تدوين المشكلة وأبعادها ، هو في الواقع شخص منظم يجيد التخطيط كما أنه مثقف يراعي مشاعر الآخرين.
* الشخص الذي يعتمد على الهاتف في مواجهة مشكلاته ، شخص إجتماعي ويحب الحصول على نتائج سريعة ومن السهل عليه أن يقنع الآخرين برأيه علاوة على أنه يحب معرفة آراء الآخرين ومايدور بفكرهم.
* الشخص الذي يواجه مشكلاته بهدوء ، هو شخص قوي الإرادة يصمد أمام الأزمات بدون أن يفقد اتزانه، فهو يثق في أن كل موقف صعب هو إلى زوال وهو شخص لا يؤمن بأداء عملين في وقت واحد لأنه يرى أن التركيز على آداء عمل واحد هو خير وسيلة لإنجازه وإتمامه على أكمل وجه، كما يكون مصدر ثقه لكل المحيطين به.
ولا شك أن الشخصية الأخيرة هي الشخصية التي تحسن التصرف في المواقف الحرجة لما تتمتع به من ضبط النفس وهدوء الأعصاب ، وهي الشخصية التي يبحث فن الإتكيت عن أفضل الطرق لإيجادها..
وقد لاحظ علماء النفس أن الزوج الذي يترك زوجته ويسبقها بمسافة كبيرة ، قد جبل على هذا التصرف، وأن الحياة ستكون دائما معه هكذا، فسوف يشق طريقه في الحياة ولن يبالي إن عجزت هي عن متابعته بسبب متاعب الصغار مثلا أو المرض أو غيره من الأسباب..
أما الزوج الذي يترك زوجته لتتقدمه ويطلب منها هي أن تختار مكان الجلوس الذي يعجبها ، هو من نوع الرجال الذي يفضل أن يلقي على زوجته بعمل ومشقات الحياة.
ومهمة الإتيكيت هو تعليم هذا الزوج كيف يصطحب زوجته في الشارع (على سبيل المثال لا الحصر) وتعليم زوجته كيف تكون لبقة مع زوجها عندما تحدثه على الهاتف . الأمر الذي ينعكس على الأمور الأخرى الأكثر تعقيدا من ذلك.
إن تطبيق الإتيكيت في مجالات تعاملنا يساعدنا كثيرا على تنمية القدرة على الإحساس بالطرف الآخر وعلى تغيير الكثير من مظاهر سلوكنا التي تنعكس على جميع تصرفاتنا التي جبلنا عليها.
الإتيكيت في الإسلام:
نعم هو خلق إسلامي ثابت بالكتاب والسنة، نعم فهو الذوق واللباقة وآداب الدعاء وآداب الإستئذان وآداب الطعام وآداب دخول الخلاء وبر الوالدين والحديث ووووو
قال الله تعالى: "إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون، ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم"
"يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم"
"وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"
وقال هادي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم:
(إماطة الأذى عن الطريق صدقة)
(الإستئذان ثلاثا فإن لم يؤذن لك فارجع)
(لا تقفوا أمام الباب ولكن شرقوا أو غربوا)
الخلاصة
فالمسلم الحق هو من (يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه) و(أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم) و(أحب لأخيك كما تحب لنفسك)..
الخميس مايو 22, 2008 2:54 pm
